عنوان جانبي

  • وسأعود فأقول :
  • لم يعرف معاني الكلام من لم يقرأ في وحي القلم

الجمعة، 5 أغسطس 2011

الخوميني..المجدد الأكذوبة



كثر الحديث بين أبناء الصحوة الإسلامية حول موقف الحركة الإسلامية من الشيعة الروافض ومن إيران الدولة الإسلامية الشيعية المعاصرة ، هل نثق فيها ونعدها من جملة الدول الإسلامية التي يجب علينا نصرتها والوقوف خلفها بما أوتينا من وسائل النصرة ؟ أم تضاف هي الأخرى بمذهبها لجملة المنحرفين عن الإسلام الهادمين في بنائه ،كما كانت دولة الصفويين من قبلهم أيام العثمانيين ؟

الحق أن الأمر لابد فيه من تفصيل وتفرقة بين الثوابت التي لا تقبل الاختلاف، والمتغيرات التي يسمح فيها ببعض التنوع ولا يلام أحد تبنى فيها موقفاً معيناً .

نعرض في هذه المقالة لمؤسس هذه الدولة ومجدد مذهبها ، الإمام المجدد آية الله الخوميني؛ ذلك الرجل الذي كثر الجدل حول شخصيته وفكره وأثره على الإسلام المعاصر ، ولكي نحكم بموضوعية لابد أن نفهم بشمول ، وقد تقرر لدى العلماء أن الحكم على الشيئ فرع عن تصوره.فأحضر قلبك واقرأ معي..

( 1 )...

منذ الوهلة الأولى وأنت تطالع تاريخ المذهب الجعفري (الإثنى عشري أو الرافضي ) تلحظ منهج الروافض تجاه كل الحكومات التي قامت في الإسلام ، وهو منهج الثورات وإسقاط هذه الحكومات كافرة كانت أم مسلمة لأنها جميعها باطلة لا تنعقد لها إمامة إما لعدم قدرة أئمتهم على تولي مناصب الخلافة فيها أو لغياب الأئمة منذ زمن محمد بن الحسن العسكري الإمام الثاني عشر . وقد اعتمدوا منهج الثورات لأنهم لايجوز لهم في مذهبهم إقامة حكومة لا يرأسها إمام ، وفي نفس الوقت لا يجوز لهم البقاء تحت إمرةحكومة غير شيعية ...وهي معضلة فكرية وفقهية أدت بهم إلى انتهاج هذا الطريق مع كل الدول السنية التي حكمتهم،إلى أن جاء الخوميني ليغير الوضع.

كما تلحظ شيئا ً عجيباً في مذهبهم ؛ وهو أن معظم فروض الكفايات معطلة لأنها لا تتم إلا بإمام ؛ فالجهاد وغيره من الفروض معطلة لا يقوم بها الشيعة نظرا لغياب الإمام المعصوم ...

(2) وجاء الخوميني...

في مطلع السبعينيات من هذا القرن انفرد آية الله "روح الله مصطفى أحمد الموسوي الخوميني" بتجديد نظرية بالية في الفقه الشيعي تسمى ولاية الفقيه،مفادها أن الإسلام في هذا الزمان يحتاج إلى دولة تنهض بشئونه وتقيم أحكامه وتجاهد في سبيله ، وأن القدماء من الشيعة قد أضروا الدين حين تعاملوا بسلبية مع الواقع وانتظروا فقط عودة الإمام الغائب ليقيم لهم دولتهم ؛ فعطلوا أحكام الدين وأذلوا التشيع وحبسوه في أتباعه من حيث أرادوا الحفاظ على عقيدتهم ، ولو انهم أقاموا دولة لهم من القديم تنشر مذهبهم وتعلي دينهم لكان أمر الإسلام مختلفاً عن اليوم ، ولساهموا في بناء الدولة المسلمة التي يرجع إليها الإمام الغائب فيقودها للنصر والسيادة والغلبة،وليس في هذا تجنياً على حق الأئمة أو عقدا ً للبيعة لأحد سواهم بل إن قائد هذه الدولة ينبغي أن يكون عالماً من علماء المذهب الشيعي الذين بلغوا مرتبة من الاجتهاد تمكنه من معرفة مراد الأئمة في كل مسألة تعرض للدولة ، ولا بأس أن يستعين باقرانه من العلماء المجتهدين كمجلس استشاري يوجه الدولة ؛ على أن يكون هو أعلاهم درجة وهو الذي تعقد له البيعة الخاصة والعامة وأن يكون واجب الطاعة لأنه نائب الإمام والإمام خليفة الله ؛ فرد حكمه رد لحكم الأئمة ومن ثم رد لمراد الله وحكمه .

وكل هذه الصفات مجتمعة في الخوميني باعتباره عالما مجتهدا درجته في الحوزة "آية الله العظمى " فلا درجة عند الشيعة أعلى منها ، وهو ايضا ً صاحب النظرية السياسية ومجددها ، فليس أحد أقدر منه على إدارة الأمور بنظريته الخاصة.

ورغم أن نظرية ولاية الفقيه قد لاقت من الشيعة رفضاً قويا في البداية ، إلا أن إصرار الخوميني وكفاحه الطويل في الساحتين العلمية والسياسية ونضاله ضد نظام الشاه " محمد رضا بهلوي " وشخصيته السياسية القوية ؛ كل هذه العوامل قد منحته الموافقة من علماء الشيعة والنصرة وكذلك جعلت منه البطل الشعبي الذي خلص الشيعة من ظلم وخيانة الشاه بمنهج إسلامي تفوح منه رائحة العزة والكرامة. ولقد كان من الحنكة السياسية أنه رفض تولي أي منصب رسمي بعد عودته من المنفى عام 1979 وكان عمره حوالى ثمانين عاما وقتها ، واختار أن يكون المرشد الأعلى للثورة الإسلامية ؛ وهي منزلة روحية لا منصب رسمي ولكنه ضمن للخوميني ومن يأتي بعده التربع على قمة دولة الروافض ؛ فحكم الفقيه لايرد وطاعته واجبة ومخالفته كفر وردة؛ لأنه ناطق عن الأئمة متصل بهم في صحوه ومنامه، وكذا لا يمكن عزل الفقيه عن منصبه ولو خالفه كل أهل الأرض ولا يخلعه عن لقب المرشد الأعلى إلا الموت...

ومما سبق تبدو ملامح العبقرية التجديدية للخوميني في عدة نقاط:

أولا : أخرج الإسلام الشيعي من سلبية دامت آلاف السنين ونجح في فترة قصيرة جدا (9سنوات ) في تحويل نظريته لدولة حية على أرض الواقع ، وهاهي بعد أقل من 30 سنة نسمع صوتها مع صوت أمريكا جنباً إلى جنب..وتلك عبقرية تحسب للرجل ولا جدال.

ثانيا : في خضم المعركة السياسية استطاع صياغة النظرية إلى قالب حركي يدمج فيه العقيدة الشيعية بالمتغيرات المعاصرة لأنظمة الحكم على غير مثال سابق لا من السنة الذين ليست لديهم هذه الإشكالية ولا من الشيعة الذين لم يكن أمر الحكومة مطروحا عندهم أصلا. فأنشأ حكومة مدنية لها برلمان ورئيس ومحليات وغير ذلك من وسائل التنظيم الحديث ؛ دون المساس بالمكانة الروحية للإمام الغائب باعتباره الحاكم الشرعي للدولة.

ثالثا : لم يغفل مكانة العلماء في نظامه فجعل لهم الكلمة العليا ، فالحاكم الحقيقي هو الفقيه ويعاونه مجلس صيانة الدستور الذي يحوي ثلاثة من مجتهدي المذهب من بين أعضائه ؛ لهم حق رفض أي قانون يخالف المذهب الشيعي ، كما لهم حق اختيار المرشحين لمناصب الدولة الكبرى ...فجعل منها دولة مدنية الشكل كهنوتية الطابع القول الفصل فيها لمن يحكمون بالحق الإلهي وهم الفقهاء في مقابلة الكهنة والبابوات في النظام المسيحي الأوروبي في القرون الوسطى.فضمن بذلك ولاء العلماء وتأييدهم لفكرته حتى بعدموته لأنه لايستبعد أن يكون أحدهم مرشداً يوماً ما .

(3)المجدد الأكذوبة...

على أن ماسبق إنما هو جزء من الصورة لا كل الصورة ، فتنفس بعمق ولنكمل معاً باقي الرسم...

ماذكرته سابقا هو عمل تجديدي فريد يستحق الرجل أن يوضع به في مصاف من أثّـروا في التاريخ الإسلامي كله ، ولكن في أي كفة يوضع ؟ هل نضعه مع ابن تيمية والغزالي ومحمد الفاتح وابن عبد الوهاب وحسن البنا وعبد الله عزام؟ أم نضعه في كفة أخرى مقابلة مع من نزلوا بالإسلام للدرك الأسفل بانحرافهم عن منهاجه ؛ ولست ذاكراً أسماءهم لأنهم أهون من أن نذكرهم جنبا ًإلى جنب مع هذه الشموس النيرات.

ولن أعرض لفكر الخوميني ولا لعقيدته بتحليل ورد ، بل سوف أورد لك طرفا مما قرأت من كتاباته التي هي عماد مذهب الروافض في دولتهم الجديدة .ولك أنت أن تحكم على الرجل...

***عقيدته في الأئمة: جاء في كتابه الحكومة الإسلامية طبعة بيروت

" إن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل "

"والأئمة كانوا قبل هذا العالم أنوارا ، فجعلهم الله بعرشه محدقين ، وجعل لهم من المنزلة والزلفى مالا يعلمه إلا الله "

"ونحن نعتقد ان المنصب الذي منحه الله لهم لانتصور فيهم السهو أو الغفلة ، ونعتقد فيهم الإحاطة بكل مافيه مصلحة المسلمين "

***ومن عقيدته في علي كرم الله وجهه:

"أنه الحاكم المهيمن الشرعي على شئون البلاد والعباد "

"فالملائكة تخضع له ، ويخضع له الناس حتى الأعداء منهم ، لأنهم يخضعون للحق في قيامه وقعوده وفي كلامه وصمته " صـــــ141


**ويورد حديثا في كتابه الأربعون حديثاً طبعة دار التعارف للمطبوعات نصه : ((حدثنا محمد بن الحسن قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي ، عن سماعة بن مهران قال :

قال أبو عبد الله : إذا كان يوم القيامة وضع منبر يراه جميع الخلائق ، يقف عليه رجل يقوم ملك عن يمينه وملك عن يساره ؛ فينادي الذي عن يمينه يقول : يا معشر الخلائق هذا علي بن ابي طالب صاحب الجنة ، يدخل الجنة من شاء ؛ وينادي الذي عن يساره : يا معشر الخلائق هذا علي بن ابي طالب صاحب النار ، يدخل النار من شاء "


*** وعقيدته في الأنبياء المرسلين وفي النبي محمد صلى الله عليه وسلم :

"لقد جاء الأنبياء جميعا من أجل إرساء قواعد العدالة لكنهم لم ينجحوا ، حتى النبي محمد خاتم النبيين الذي جاء لإصلاح البشرية ؛ لم ينجح في ذلك ، وإن الشخص الذي سينجح في ذلك هو المهدي المنتظر " من خطاب ألقاه بمناسبة ذكرى المولد النبوي 15 شعبان 1400 ه؟

ويقول: "ونقول بأن الأنبياء لم يوفقوا في تنفيذ مقاصدهم وأن الله سبحانه سيبعث في آخر الزمان شخصا يقوم بتنفيذ مسائل الانبياء " كتاب كشف الأسرار

ويقول "إني متأسف لأمرين : أحدهما أن نظام الحكم الإسلامي لم ينجح منذ فجر التاريخ الإسلامي إلى يومنا هذا ، وحتى في عهد الرسول ؛ ولم يستقم نظام الحكم كما ينبغي"!!من خطاب له في ذكرى مولد الإمام الرضا الإمام السابع بتاريخ 9/8/1984

ويقول : "وكان تعيين الرسول خليفة من بعده ينفذ القوانين ويعدل بين الناس عاملا متمماً أو مكملاً لرسالته " صــ19 الحكومة الإسلامية

ويقول : " يعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم لولا تعيينه الخليفة من بعده غير مبلغ للرسالة " صــ23 من كتاب الحكومة الإسلامية

ويقول في كشف الاسرار صـ51 :"واضح أن النبي لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقا لما أمر به الله وبذل المساعي في هذا المجال لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمعارك ، ولما ظهرت خلافات في أصول الدين وفروعه "


***عقيدته في الله عز وجل : من كتاب كشف الاسرار صـ123

"إننا لا نعبد إلهاً يقيم بناءً شامخاً للعبادة والعدالة والتدين ؛ ثم يهدمه بنفسه ، ويُجلس يزيداً ومعاوية وعثمان وسواهم من العتاة في مواقع الإمارة على الناس ، ولا يقوم بتقرير مصير الأمة بعد وفاة نبيه"

لا تجزع فهذا الذي قرأت هو من كتابين اثنين للخوميني كُتبا في أواخر حياته وقد تبلور فكره واتضحت معالمه ، ولم أعرج على شذوذه الفقهي لأن في انحرافه العقدي غناء وكفاية.

وبعد ان رسمنا النصف الثاني من الصورة ؛ يتضح لك أن الخوميني مجدد حقاً ،ولكنه أكذوبة أيضا لا تفترق كثيراً عن ابن سلول أو ابن سبأ في المكر والدهاء والنكاية بالإسلام وأهله . فلا يمكن أبدا أن نعتبره من علماء الإسلام أصلاً فضلا عن أن نعده من المجددين المجاهدين ، وقديما قيل : ولست بالخب ولا الخب يخدعني ... فنحن نتحمس للإسلام ونفرح لكل مظهر من مظاهر علوه والنكاية بأعدائه ، ولكن إن كان إسلاماً وإن كانت ثم عداوة بين هذاالإسلام وخصومه ، وهما شرطان لا أحسب الخوميني وثورته حققا شيئاً منهما لا من قريب ولا من بعيد .

(4) وماذا تريد...

أعرف أن السؤال المنطقي الذي يقفز إلى ذهنك الآن بعد أن وصلنا هاهنا، وقد أوضحت لك أن هذه الثورة وقادتها إنما خططوا وفعلوا لأجل إعلاء مذهبهم ودينهم هم لا دين الإسلام ، السؤال: وماذا تريد منا تجاه إيران وهي حاضنة الفكر الجعفري وقد أصبحت قوة إقليمية لا يستهان بها في المنطقة كلها ، وهي الممول الأول لكبرى حركات الجهاد السني -حركة حماس-وهي التي تقلق بحزبها –حزب الله – الأمن الإسرائيلي؟؟!

أولا : أنا لست مع الذين يتشددون في التعامل مع قضية الزحف الرافضي والمد الشيعي على أنه كارثة سوف تحل علينا اليوم او غداً ، لأن الشيعة ببساطة يعيشون بيننا من ألف عام ولازال مذهبهم منحصر في أقلية والأغلبية من أهل السنة ، ولم ينقل التاريخ أن منهم مجاهد صادق أو أن علماء حوزاتهم مجتمعين قد وقفوا في وجه عالم سني واحد فغلبوه بالحجة ؛ لأن سنة الله ماضية في نصر الحق والسنة على أهل البدع والأهواء إذا دار ثم حوار يحتكم فيه للعقل والبرهان،ولست كذلك مع التقليل من شأن التشيع والدعوة له والعمل على نشره وتمييع القضية والدعوة للتقريب وأننا كلنا مسلمون متساوون ومحاولة طمس معالم الخلاف من أجل الوحدة المزعومة، بل الوسطية منهاج المسلم الحق .

ثانيا :حقٌ ما يقال عن خطورة الشيعة وأطماعهم ، ولكن أليس من العقل الاعتراف بأن إسرائيل خطر أعظم بل قائم في جسد الأمة . فأيهما أولى بالعمل والتفكير : خطر متوقع بعد عشرات السنين قد ياتي وقد لا يأتي ؛ وإن ظهر واستفحل ففي العلماء الثقات من هو أهل لقمع أهل الزيغ والعناد وإلزامهم الحجة على باطلهم وقد حاور ابن عباس الخوارج فرجع منهم بستة آلاف في حوار واحد

أم كارثة تطل علينا كل يوم مع القتلى والجرحى والمقدسات التي تنتهك ؛ كارثة اسمها اليهود ؟

قل ماشئت عن الخوميني وثورته ، وعن الروافض وسوء نياتهم وسواد تاريخهم ، ولكن اليهود وتاريخهم وفعالهم لا نياتهم أفظع !

قل ماشئت عن دولة ثلث سكانها من السنة ولا حق لهم ، بل قل إن طهران لا يوجد فيها مسجد واحد للسنة ، ولكن لاتنس أن إسرائيل كل يهودها لا يفرقون بين السنة والشيعة حينما يقتلون المسلمين.ودفع المفسدة القائمة مقدم على التوقي من مفسدة محتملة عند أهل العقل والنظر.

ثالثا : يجب أن نتريث قبل إطلاق الفتاوى والحكم على تصرفات الحركات الإسلامية بناء على موقفها من الشيعة ، فلا نرمي بالجهل السلفي المستمسك الذي يظن بتشدده في هذه المسألة أنه يحفظ للمسلمين عقيدتهم من الانحراف _ وقد لا يكون هناك خطر على العقيدة أصلا من التعاون مع الشيعة في الحرب ضد عدو مشترك كما كان الحال في التحالف مع يهود المدينة في غزوة الاحزاب "والفارق ثم كبير"- فله وجهة في مسلكه.

، ولا نرمي غيره من العاملين للإسلام الذين ارتأوا أن يتم تعاون بين السنة والشيعة في قضايا بعينها بدون إذابة الفوارق- وهؤلاء كثيرون وانتماءاتهم متعددة – لا نرمي هؤلاء بتمييع قضايا الأمة والتنازل عن ثوابت العقيدة لأجل شبهات لاحت لهم وكأنهم جميعاً جهال قد ورثوا الجهالة وتواصوا بها فيما بينهم ؛ فليس من بينهم صاحب بصيرة يرى بها خطر الشيعة وسوء نياتهم ؛ فانخدعوا جميعا وساروا في ركاب التقريب وأهله ، وكأن الله الذي هداك لهذا الرأي قد حجب العلم عن كل الخلق الذين خالفوك فكنت أنت وحدك صاحب العلم والفهم والمنهاج والرأي ، ومن سواك جهال مفتونون؛ألا إن هذه هي الفتنة التي ليس لها من دون الله من عاصم ، فاربأ بنفسك أن تكون من أهلها . واسمع لغيرك وحاوره عل الحق أن يكون مع أحدكما فيسعد صاحب الحق بحقه ، ويسعد المخطئ بتصويب خطئه.

مجمل القول أن الخوميني كان مجددًا ومناضلاً انحرف بفكره عن هدي الإسلام ، ولكنه صنع ثورة تركت دولة تحسب اليوم على المسلمين وترفع شعارهم . علينا أن نتمهل في الحكم عند كل قضية تعرض لنا في طريق تعايشنا معها ، وأن نقدر الأمور بقدرها ، ولكل حادثة حديث ، فلا يصح أن نعتمد منهج الرفض والتهميش على الدوام ؛ ولا أن نفتح صدورنا لرياح الشرق تحمل إلينا الخير والشر فنذوب وتضيع معالمنا مع دعاوي الوحدة وجمع الكلمة.ومنهاجنا في ذلك رد المختلف فيه لله ورسوله حيث الحكم الفصل والقول العدل

" وإن تنازعتم في شئ فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذالك خير وأحسن تأويلا " ...